هكذا يحدث دوما .. تحت المطر.........

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيرة هي الأشياء التي تحدث تحت المطر ..


و من دون ان ننتبه ... يصبح للسماء ذاكرة تفوق ذاكرتنا..

تبعث لنا
بحبات مطرها ... ليلامس افكارنا ..

في كل قطرة تسقط على مظلاتنا المرتجفة
...

ثم يتبخر من جديد و يعود الى كنف السماء ..

ليروي ما سمعه عنا
..


اتراه يأسف لحالنا؟؟ ام يبتسم ؟؟







تحت المطر ... ننتظر .. كثيرا ما انتظرنا ..

شخصا ..
شيئا .. حبا .. أملا ..

أم أننا توقفنا فقط ..

ننتظر أن يصبح لدينا
ما ننتظر من اجله ...

ننتظر عمرا .. او نأسف على عمر امضيناه منتظرين
..





قديما .. عندما عانقت المطر لأول مرة ..

شعرت ببهجة
لا تفوقها بهجة ..

و ظننت أن لغز الحياة انتهى ..

و كل شيء بات
واضحا..

هاهو ..

سر الحياة يمطر على وجهي .. يخبرني ..

انه
لا بد من شيء .. أي شيء ..

يأتي ليغسل كل رمال بعثرتها الريح على اطراف
حياتنا ..

يعيدها الى مكانها .. يغسل ..

صفحاتنا السوداء .. اخطائنا
.. عثراتنا .. اجزاء من عمرنا

في ذاك العمر .. لم أكن بعد قد فهمت .. انه لا
غيوم لروحنا !

الى متى .. سنظل ننتظر ؟





عندما التقينا .. و بلل المطر وجهينا ..

فاحتمينا
بمظلة صغيرة .. و مشينا ..

و تحدثنا كثيرا .. عني .. عنك ..

عن
اهوائنا الصغيرة .. و افكارنا الكبيرة ..

و لربما صنعنا امبراطورية جديدة ..
أخرى مثالية ..!!

.. و اتفقنا .. و افترقنا

و كأن المطر كان يغسل
كلماتنا .. وذاكرتنا ..

فلم يبقى .. الا تلك المظلة الصغيرة
!





تمطر السماء على قصور .. و على قبور .. و على حطام
..

اجمل ما في المطر ان لا رتبة .. و لا منصب .. و لا مال ..

يمنعه
من ملامسة ممتلاكاتنا ..

أو يمنع رطوبته من التسرب الى اعماقنا ..


كلنا متساوون تحت المطر .. كلنا .. نغرق بالماء ..

كما نغرق بالوحل
.. كلنا .. حتى الاموات منا .. يغرقون ..





خطوات تسير مسرعة .. الى اين ؟

الى اين في هذا الجو
العاصف البارد ؟

لربما يسرع الى عمل ..

الى منزل .. الى شخص .. الى
شيء ...

لما لا يسرع احد الى المطر !

الكل يهرب منه و كأنه قنبلة
كيميائية تكشف اعماق البشر .. !

لا أحد يحدث المطر .. لا أحد يبتسم للمطر
...

لا احد يقبل وجنة المطر .. المطر أكثر الأحياء وحدة ..

أكثر
الأحياء؟؟ ربما !! .. ربما يكون الحي الوحيد ..

في زمن نسرع فيه الخطى ..


لنلحق بعمر ... او لنسبق العمر ... او لنسرق عمر غير عمرنا
!!






أحيانا .. أشعر أنها لا تمطر الا علي !!

يثير هذا
الموقف في نفسي ضحكة ساخرة ... أكثر مما يثير دمعتي ...

أعساها السماء اذا
شعرت بخيبتي ؟

فأمطرت تغسل مرارتي؟؟

كم مرة أمطرت عليك السماء وحدك
فقط ؟





تحت مظلة واحدة ... قمة السعادة .. لا فرق ان كنا كبار
..

أم صغار .. فمشاركة المظلة .. أمر في غاية البهجة...

أمر يثير في
مشاعري كل الحب و الصدق و الاخلاص

لا أذكر كم مرة أمطرت السماء على مظلتي ..


ولكنني .. أبدا أذكر كل شخص شاركته اياها يوما
..






لم أكن أرقب الارض المبللة ...

و
لا الغروب البرتقالي ..

ولا الريح التي تلوي الاشجار كيفما شاءت

كنت
أقف في هذا البرد ... شارد الذهن ..

أفكر!!!

كيف للسماء أن تمطر
..

و أنت لست هنا؟





لا أدري لما اقف هنا في هذا الجو البارد
بقميصي الرقيق

و جرأتي السميكة !!

ارغبة في أن تغسل الامطار اعماق
اعماقي

التي لا استطيع البوح بها ؟

ام رغبة في ان يخترق البرد
عظامي

حتى تتخدر فلا اشعر بجسد اضناه

العمر عملا .. ام تعبا .. ام
حبا ..

ام رغبة في الانتحار !

لست ادري

و لكنني اقف و كأن
العالم كله يتوقف .. امام رغبتي !




هكذا يحدث دوما .. تحت
المطر

شكرا لك اختي العزيزة على التالق الواضح بالموضوع الرائع

يسلمو امورة كتير على الموضوع الحلو

يسلموو امورة على الموضوع الرائع

يسلمو على مروركم