الفراشة"الجزء الثالث"مفتاح النجاة

لا تهزأ بالكائنات الصغيره فهي تراقبك وتعرف تصرفاتك
و ربما تهزأ هي بك وبتصرفاتك ..
الفراشه هي احدى الكائنات الحيه الصغيره التي نراها في حياتنا اليوميه
ولو استطاعت التكلم لقالت ويلك يا انسان من أفعالك وأقوالك
لو كنت ترى نفسك كما أراك لكان الموت هو خيارك الوحيد !!

عندما كنت فراشة أردت أن أبتسم وأضحك أردت أن أطير بين الزهور

أردت أن لا أرى لحظة حزن أو تعاسة
تمنيت ألا يعوقنى شىء عن اللعب ولكن هيهات ..

عندما كنت فراشه أقف على أطراف بتلات زهر الأيام الذابل ..
زهر جاف .. خالي من قطرة حب تسقي قلبي وقلب فراشات الكون جميعا ..

لم أجد أمامي سوى فرد جناحي العاجزان عن الطيران ..
لعجز قلبي أمام فك أسرار لغز القسوة التي اجتاحت كل المزارع الخضراء والقلوب النابضة

وأتت الرياح ورفعتني معها ... و مررنا فوق تلك العوالم ...

عوالم كانت كالصحاري ولكنها ليست كأية صحاري ..

كانت صحاري لم تكتشفها خارطات العالم أجمع

ولم يدرسها طلاب في أي زمن كان ..

النيران هي رمالها ولفحات الجثث الميته هي رياحها العاتيه ..

كان ساكنوها بلون بشرة أغبر قديم ..
ولغز ضخم يتربع داخل أعينهم اللتي كانت الجزء الوحيد اللامع بلون دموع الدم ..

كان منظرا قاسي أجبر قلبي على الإعتصار وجفوني على الإنسدال ...

ضللت أتمنى أن أصل قبل فوات الاوان ..
علِّي رغم تفاهة حجمي وقدري في أعين البعض أنقذ شيئا من هذا وأعيد الحياة والروح لتلك الديار الميته ..

علي أستطيع مدهم ببعض من ألواني ..
حتى لو كان الثمن بقائي وحيده بلا ألوان ..
كلوحة فنان إنتحر قبل أن يكملها فضلت مهملة في ركن من مخزن ذكريات صدأ ..

وبين ساعات الانتظار والتمني الطويلة وجدت نفسي اهبط و اهبط بهدوء شديد وكأن الرياح لا تريد فراقي ..

.. ووصلت حيث أريد وتلفت حولي وأنا أتمعن ... ولم أصدق ما أرى

جدران ذاك المكان كانت تنبض .. نعم تنبض

وبها عروق كثيره تحمل داخلها مادة سوداء لم أعرف ما هي !!

أكملت طريقي وإذا بتلك الرائحة الميته تجتاح كياني الصغير بقوة جعلت أكسجيني يحتبس داخلي ..

كان سرها تلك الجثث المكومه فوق بعضها البعض ..
كجبل دامي لايوجد سوى في خيال مخرج درامي معقد !!

ولم تتوقف المفاجئات عند هذا الحد ..
فقد أخرجني من ذهولي صوت ذاك الشلال الكبير .. للحظات ظننت أن الصوت نذير خير ..

ولكن ...

كان أقسى منظر قد تشاهده يوما ما ..
كان الشلال كالوحل أو أشد قذارة وأعلاه كان الناس يرمون بعضهم البعض ويسقطون غرقا فيه ..

هنا .. لم أتمالك نفسي وبكيت وبكيت وصرخت وكأني أتمنى أن أستقيظ لأجده كابوس ليس أكثر ..

وفجأة شعرت بتلك اليد الباردة تلمس طرف أحد جناحي برجفة وتردد ..

التفت ونظرت ..

كان شابا في منتصف عمره تقريبا , ولكن خطوط الشيخوخة كان لها النصيب الأكبر على وجهه

نظرت إليه والذبول يكتسي كل تضاريس ملامحه ووجدته يشير إلى مكان ما بإصبع مرتجف ..
وقال بنبرة هزيلة يملأها الرجاء ..

المفتاح ..

أرجوكِ .. هذا الصندوق يحمل إكسيري الذي سيعيد هذا المكان جنة كما كان قبل 25 عاما مضت ..
ساعديني فقد عجزت أمام الحصول عليه ..

تدفقت هنا كل التساؤلات من داخلي واحدة تلو الأخرى ..

أي صندوق وأي مفتاح وما هو هذا المكان ..؟؟
أين أنــــا .. ؟؟

وأجابني ... بصوت اختلط بدموعه ونحيبه , فكان كأنغام معزوفة حزينه تحرك أقسى القلوب ..

في هذا الصندوق يوجد كتاب قيم لم يعرف الكون بمثل روعته وقيمته الكبيره ابدا ..
به كلام عجيبههه

يشفي القلوب ويعالج ألام الصدور ويرفعك لأعلى سماء في الوجود ..
يجعلك ملكة من كثرة السعاده اللتي يحيطك بها ..
إن عرفت كيف تفهمينه وتوصلي بين أحرفه وقلبك بجسر متين

هذا الكتاب كان معي حين كنت صغيرا ولكني كنت كغيري ورميته وراء ظهري ومرت بي السنين وأنا أعيش أوقاتي في مرح وربما فساد وأنا لا أعلم انها كذلك لأني إبتعدت تماما عنه وتركته خلفي وأكملت طريقي حتى وصلت إلى هنا ..
والان عندما أنا في أشد الحاجة إليه .. وجدته أبعد مايكون عني ..

تريدين معرفة ما هذا المكان .. ؟؟

هذا المكان .. هو قلبي وهذه الجدران المجرحه هي جدران قلبي , وتلك الخطوط اللتي ترين هي عروقي اللتي تنقل لباقي جسدي الدم الملوث بكل الاثام والمعاصي التي ارتكبت في حياتي ..

سألته وأنا أبكي معه واشاركه الألم الذي أظنه عاش به سنينا وسنين
.. وما سر تلك الجثث ..
و ... ..
و الشلال الكبير وكل الغرقى الذين يملئونه ؟؟!!

نظر إلى الأرض وقال ..
هذه جثث كل من جرحته وكذبت عليه وأذيته في حياتي ..
كل من ظلمته وقسوة عليه يوما ما دون وجه حق .. ودون أن أعلم أن الله رقيب علي في كل وقت ..

وذاك الشلال هو الهاوية التي كنا أنا وأصدقائي نتقاذف بعضنا إليها في كل معصية نرتكبها وكل وقت صلاة يمر دون أن نعيره أي اهتمام ونكمل طريق لهونا بإهمال ..
وكل لحظة مرت علينا ونحن في بعد عن الله أكثر وأكثر ..

قد تكونين سبب نجاتي .. أرجوك ساعدي قلبي قبل أن يشتعل نارا
ويحرق ماتبقى مني معه..

مفتاح نجاتي هناك فوق ذاك الجبل بعد مسافات ومسافات من ملهيات الحياه التي كنت اعيشها ..
خلف جبل الأغاني والموسيقى والناس التي ترقص عليه
خلف جبل الموضة الذي يمتلأ بشباب وفتيات نسو أمر دينهم وهويتهم الحقيقة وهم هناك يلهثون لمتابعتها وتقليد الكفرة في كل شيء يفعلونه ..

خلف جبل عصيان الوالدين ..

وجبل الكذب

وجبل النفاق

وجبل الغيبة والنميمه

وجبل الظلم

وجبل الخيانه ..

بعدهم وبعد الكثير غيرهم ستجدين المفتاح فوق جبل الإيمان الحقيقي ..
جبل المؤمنين الذي يشع نورا وجمالا ..

هنا سكت وهو ينظر إلي في رجاء كبير لم أملك أمامه سوى أن أفرد جناحي وأطير برغبة كبيرة في مساعدته , ومررت بكل ما وصفه لي تماما وكانت مناظر محزنه بشده ..

وأخيرا وصلت حيث الجبل الذي قال وعرفته من رائحته الطيبة و الراحة التي شعرت بها بمجرد هبوطي عليه ..
رأيت المفتاح واختلج قلبي خلف أضلعي ..

ولكن عندما وصلت وأمسكته لم أستطع تحركيه أبدا ..
حاولت وحاولت حتى تعبت ولكني كنت مصره

وإذا بشيخ له وجه منير يظهر لي فجأة ويقول بأسى وكأنه يعلم أني أضيع وقتي سدى في محاولتي هذه ..
لن تستطيعي مساعدته إلا إن أراد هو ذلك ..

يجب أن يتحدى كل مغريات الحياة الدنيا اللتي مررت بها حتى يصل إلى هنا ..

بإيمانه .. بطهارة قلبه من كل الذنوب
بتوبته النصوح للعظيم الكريم واسع الرحمة يستطيع أن يصل ..

أما ما دون ذلك .. فسيبقى مصيره ذاك وسيزيد قسوة مع كل يوم جديد ..

عندما كنت فراشه
زرت هذا القلب الكسير وعشت هذه القصه الحزينه
وأرجوك أنت أنت يامن تقرأ أحرفي هذه ..
لا تكرر بذاتك هذا المصير لنفسك واختر الصحيح منذ البدايه قبل أن يستحيل قلبك لجحيم حقيقي وترمي بك الأيام في غياهب الضياع والنسيان ..

ويختم الله على قلبك ..
ولن تجد من يساعدك حينها... لن تجد ..

وربما لن تجد حتى فراشة تستمع إليك .. !!

لسكان العام الأحبه وكل المشاركين هنــا

أعذروا قلمي على الإطاله ولكنها الحقيقه اللتي نغفل عنها دائما ..

أسعدني حقا تواجدي بينكم .. بالتوفيق لكم جميعا ^^

عندما كنت فراشه
زرت هذا القلب الكسير وعشت هذه القصه الحزينه
وأرجوك أنت أنت يامن تقرأ أحرفي هذه ..
لا تكرر بذاتك هذا المصير لنفسك واختر الصحيح منذ البدايه قبل أن يستحيل قلبك لجحيم حقيقي وترمي بك الأيام في غياهب الضياع والنسيان ..

شكرا لك يا وردة القمر على الموضوع الجميل
تقبلي مروري.

شكرا يا سلطان الحب لمرورك الجميل

موضوع رائع وجميل شكرا لك يا وردة القمر
تقبلي مروري.

ربي لا يحرمنا منك

اسعدني موضوعك الرائع

دمتي بود

شكرا يا وردة القمر على الموضوع الرائع جداااااااااا

» الفراشة "الجزء الاول"البلد المجروح
» الفراشة "الجزء الثاني"رداء الاحزان
» الفراشة "الجزء الرابع"الصديق
» الفراشة "الجزء الخامس"جريمة أخ
» الحصرم الشامي الجزء التاني "2"