أوراق ساقطة من ذاكرة الشنفرى (ثلاثية الرحيل )

مدخل : في هذا الزمن الرديء … في زمن تنتحر فيه الأخلاق على مذبح الغدر و الخيانة ، يحمل الطهر حقيبته مرة أخرى على طريقة الشنفرى ( أقيموا بني أمي صدور مطيكم ) و يرحل ، و لكنه لن يعد بقتل مائة لأن اليد التي تطعم العصافير لا تحسن الطعن في الظهر .

الورقة الأولى:

متراجـــــعا أحـــرقت أوراقي و أشرعتــي و زادي
و صفعت و جه ربابـــــتي و طعنت أغنيـــة الــوداد ِ
متراجعا و هواك تمســـــــــاح يـــــلوح لي ينــادي
ألقـــــيت جرحي في يد ســـــوداء تعبث بالضــماد ِ
فكأنني و فراشـــــتي الحسنــــاء تركن في الرمــاد ِ
عبثا أطارد نـــــجمة ســـــــوداء تبحر في الســواد ِ
أو تذكرين مســـــاء كنت أدس نصـلك في الفــؤاد؟
أو تذكرين و كان نبضـــــي غارقا في غور وادي؟
فقتلتني و سكنت جلدي و اتســــــعت على امتدادي
و منحتني سررا مدمــــــاة و موتا في الوســــــــاد ِ
مترجعا أرخت جرحي في جــــــــناح السندبـــــاد ِ
كذبٌ صهيل الريح، عطر الشمس في وهج الحصاد ِ
كذبٌ حكايات الصغار تطــــل من عقــــــب السهاد ِ
كذبٌ عيون مدينتي كذبٌ مناديـــــــــــــــــل الحداد ِ
لا أنـــــت رائعة ... ولا تكفي دمائــــي للمــــــــزاد ِ

الورقة الثانية :

لن أكون هنا معكم
فوداعا ...
وداعا إلى زمن غير هذا الزمان ِ
إلى وطن غير هذا الذي يتربص بالروح ِ
كل الزوايا مفخخة ٌ
و هنا ... كل نافذة لا تطل على الموت مغلقة ٌ
لن أكون هنا ...
فمعي شهقة كنت أخفيتها
منذ كانت عيون المسام مفتحة للبكاء ِ
و كانت سنونوة الفجر ِ
تخرج من جلد صيادها حرة كالدخان ِ
هنا ...
الذئاب التي حاصرتني هنا
لن تكون هناك َ
الكلاب التي نهشت جثتي و استوت
كالصواري تسامق أذنابها قامة الغيم ِ
لن تستفيق هناك على ولولات الصبايا...
هناك الصباح بلا أمسه ِ
و المساء طريقٌ من الماس ِفوق الغيوم ِ
إلى كوكب يتحرر من عتبات المجرة ِ
كل العيون هنا كالرصاص ِ
فلا عمر عندي أكثر مما تحب الكرامة ُ
إني هناك إلى آخر العمر ِ
كل القلوب التي احتضنتني هنا
سأعلقها في دمي
قمرا يتلألأ بين الصفائح ِ
كل العيون التي غسلت كبوتي
سأضمد في وهجها ظلي الأزليَ
المسافات ضيقة ٌ
و الخطى كحفيف الخطيئة في عتمة الليل ِ
أمشي إليك ِ.... بكل الصديد الذي يملأ النبض َ
تفضحني رغبتي
فأعلق جرحيَ كالياسمين على عنق الخوف ِ
يا آخر الشعراء ِ
و يا أول الراحلين بلا أمد ٍ
لن أعود هنا ...
لم يعد لي دم أستحل له النبض َ
فلتخرجي من يدي رعشة ً
أو غماما من الملح ِ
أيتها الطعنة الغادره

الورقة الثالثة :

فررت بجلدي ..............
فررت إلى شارع
هارب من كوابيس هذا المساء
بلا عودة
لن أكون هنا مثلما تشتهون
كفاكم عواءً
سئمنا من التعب المتصافن
ما عاد في العمر غير الاسى و الشجونْ
هنا ........ لا يد تصنع الخبزَ
لا غيمة تمنح الظل عند الظهيرة
لا كوكب نستجير به من صرير الرياح
و عقم السكونْ
فررت بجلدي ......
طنين الذباب يحاصرني
أين أمضي ....
الشوارع موحلةٌ
صادفتني الحقيقة عرجاءَ
رحت أمدُ لها الماء من عطش
رمقتني و ما ابتسمت
لم تكن غير تلك العجوز المقيتة
تلك العجوز التي انتحرت
و استقرت بدهليز ذاكرتي منذ عشرين عاما
تقاسمها الخوف و الإحتضار و سحر الجنونْ
بلا رغبة ... رحت أمسح عن وجهها عثرات الطريق
بكيت ... بلا رغبة
البكاء تفجر في
المسام تضج بكاءً
و هذا الجبين الذي ما تعود غير الشموخ
ارتمى كغبار الحوافر عند الرحيل
فررت بجلدي ....
و في العمر متسع للسقوط بعيداً
بعيدا عن الأعين الواهمهْ
لن أكون كما تشتهونْ
هنا .... لا حياة هنا
إنه الموت يولد في كل شيء
يدس أصابعه في الهواء المفخخ
في زرقة البحر
في البسمة الواجمهْ
لن أكون كما تشتهونْ
حين غادرت ظلي
إلى حيث لا شيء غير القصيدة
ترتج في موكب الطهر
كل الغيوم نحاسٌ
و هذي الحقولُ
التي كنت أكبر كالقمح فيها
سنابلها كالرصاص بدتْ
و الحديقة سوداءَ سوداءَ
نجل الشهيد
على حافة الدرب يأكل لحم أبيه
و يضحك من شرف دنسته الدناءةُ
و الحرقة النائمهْ
لن أكون كما تشتهونْ
زاحفا جاءنا الغدرُ
يملأ بالملح جرح المدينة
ناديتهُ .....
و المسامير في القلب راقصةٌ
لم يعد لي أنينٌ
لأملأ جوف القصيدة
ضاقت بيض الحشرجاتُ
سقطتُ
و في سقطتي واحة من نخيل
تسامق قاماتها الغيمَ
و النجمة الحالمهْ
و دمي .......
يادمي ............أيها النازف الآن نبعا على الصخر
كم ذا خدعتك .... حين فررتُ
و قد نسجتك على كبوتي عثرةٌ
أو يدٌ آثمهْ

مشكوره ع الموضوع المميز تقبلي مروري

تسلمي يا امورة القدس على الموضوع الممتاز زيك يا عسل

شكرا يا امورة القدس على الموضوع الجميل جدا
تقبلي مروري.

مشكورة يا أمورة وتقبلي مروري

» ثلاثية راؤول تضيق الفارق وتشعل الصراع
» ثلاثية آرسنال لم تمنع ميلان من التأهل وبنفيكا يجتاز زينيت
» من أوراق الليــــــــــــــــ ـل ...
» أوراق فى حياتنا ** لابد من حرقها
» مشاعر مبعثرة داخل أوراق