الأمريكان والكيماوي.. القصة الكاملة..
جثة عراقي أصيب بقذائف فسفورية فذاب لحمه حتى تكشف العظم وبقيت ملابسه كما هي
كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن أدلة قاطعة تؤكد استخدام قوات الاحتلال الأمريكي للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا في قصفها لمدينة الفلوجة العراقية في نوفمبر 2004؛ وهو ما أسفر عن مقتل المئات أغلبهم من النساء والأطفال.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء 8-11-2005 إن هناك أدلة جديدة قاطعة بناء على شهادة جنود أمريكيين شاركوا في العمليات بالفلوجة وصور التقطت لضحايا القصف تؤكد إلقاء القوات الأمريكية كميات كبيرة من الفسفور الأبيض (الحارق والمحرم دوليا) على المدينة الواقعة غرب بغداد.
وأشارت الصحيفة إلى أن "ذلك أدى إلى مقتل المسلحين والمدنيين على حد سواء نتيجة إصابتهم بحروق بالغة الخطورة".
وأضافت: "منذ ذلك الاعتداء الذي لم يورده الصحفيون الغربيون في تقاريرهم، انتشرت الإشاعات حول استخدام الأمريكان لأسلحة كيماوية في المدينة".
وذكّرت الإندبندنت بالتقرير الذي نشره موقع "إسلام أون لاين.نت" بتاريخ 10-11-2004، وجاء فيه أن القوات الأمريكية استخدمت أسلحة كيماوية وغازات سامة على نطاق واسع في الفلوجة معقل المقاومة في ذلك الحين.
نص الخبر في ذلك الحين
http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle01.shtml وأشارت إلى أن "إسلام أون لاين.نت" نقل عن مصادر مقربة من المسلحين قولهم: "إن قوات الاحتلال استخدمت الغازات السامة والأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا".
وفي ديسمبر 2004، نفت الحكومة الأمريكية رسميا الخبر الذي تناقلته التقارير الصحفية، ووصفته بأنه يعبر عن "أفكار وهمية"، وقال موقع "يو إس إنفو" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية: "بعض التقارير الصحفية زعمت أن القوات الأمريكية استخدمت قذائف فسفورية محرمة دوليا"، وتابع: "القذائف الفسفورية ليست محرمة دوليا، والقوات الأمريكية استخدمتها على نطاق ضيق جدا في الفلوجة، كمصدر للإضاءة"، وأوضح: "تم إطلاق تلك الغازات في الهواء لكشف مواقع العدو في الليل، وليس على المقاتلين الأعداء أنفسهم".
إلا أن معلومات جديدة ظهرت مؤخرا قدمت دليلا حيا على استخدام القذائف الفسفورية كسلاح (وليس للإضاءة فحسب) وعلى نطاق واسع في الفلوجة.
ومن المقرر أن يبث التليفزيون الإيطالي الرسمي "ر أ ي" اليوم الثلاثاء فيلما وثائقيا بعنوان "الفلوجة: المذبحة المحجوبة" يقول فيه أحد الجنود الأمريكيين الذين قاتلوا في الفلوجة: "جاءتنا أوامر من القيادة بأن نأخذ حذرنا؛ لأنهم كانوا على وشك استخدام الفسفور الأبيض في الفلوجة".
قصف بقذائف فسفورية على مدينة الفلوجة (موقع ر أ ي نيوز الإيطالي)
ويوضح الجندي: "الفسفور يحرق الأجساد، بل في الواقع.. يذيب اللحم حتى ينكشف العظم. رأيت جثثا محترقة لنساء وأطفال. الفسفور ينفجر ويولد سحابة من الدخان، ويقضي في الحال على أي شخص في محيط 150 مترا حوله".
ونشر الموقع الإلكتروني "ر أ ي تي جي 24" الإيطالي التابع لمحطة "ر أ ي" الإيطالية الإخبارية شريط فيديو وصورا تظهر ما وصفه الجندي، وحصل الموقع على تلك الصور من مركز دراسات حقوق الإنسان في الفلوجة.
وهذه الصور ملونة وعالية الجودة، وتتضمن لقطات قريبة لجثث أهالي الفلوجة؛ بعضهم ما زال في فراشه، وبعضهم ذاب جلده أو تحلل تحت ملابسه بينما بقيت الملابس على حالها.
ويعرض الفيلم الوثائقي مقابلة من الفلوجة مع عالم الأحياء محمد طارق الذي يقول: "أمطرت المدينة بالنيران، والناس الذين ضربوا بتلك المادة الملونة بدءوا في الاحتراق"، ويضيف: "وجدنا أناسا ماتوا بجروح غريبة، الأجساد احترقت لكن الملابس ظلت سليمة".
جزء من الفيلم
http://www.islamonline.net/Arabic/ne.../images/05.wmv ويورد الفيلم الوثائقي ما اعتبر دليلا قاطعا -مدعما بالصور واعترافات الجنود- على استخدام القنابل الحارقة المعروفة باسم "مارك 77" في الهجوم على الفلوجة، وهذه القنابل ما هي إلا شكل جديد مطور من النابالم، واستخدامها يعد خرقا لمعاهدات الأمم المتحدة لعام 1980 الخاصة ببعض الأسلحة المسموح باستخدامها فقط ضد أهداف عسكرية، لكن القوات الأمريكية استخدمتها -كما قالت الأدلة- ضد أهداف مدنية وليست عسكرية.
جيف إجليهارت الجندي الأمريكي الذي شارك في الهجوم وأجريت معه المقابلة
وشنت القوات الأمريكية والعراقية عملية عسكرية مشتركة على مدينة الفلوجة بدأت يوم 8-11-2004 تحت اسم "الشبح الغاضب" بزعم القضاء على أتباع أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة بالعراق، وبهدف إحكام السيطرة على المدينة قبل الانتخابات التي شهدتها العراق في يناير 2005 وأسفرت العملية عن مقتل مئات المدنيين وتدمير عشرات المنازل وتشريد مئات العائلات وتحويل الفلوجة لمدينة "أشباح".