مديحة كامل و ابنتها ميرهانمشـــــــــــورها الفنى :بدأت مشوارها الفني عام 1960 بأدوار صغيرة في السينما والمسرح، كما عملت كعارضة أزياء، وتدرجت في الأدوار الثانوية كما مثلت في السينما المصرية في لبنان في أدوار لم تجلب لها الشهرة الواسعة حتى حصلت على فرصتها في فيلم
"حب و كبرياء" مع محمود ياسين و نجلاء فتحي العام 1972
أما أول بطولاتها المطلقة فكان
(امرأة قتلها الحب) العام 1978 مع فريد شوقى و سناء جميل.
لكن اهم ادورها السينمائية هو دور الجاسوسة عبلة في فيلم
(الصعود الى الهاوية ) مع محمود ياسين و جميل راتب و هو فيلم من افلام المخابرات المصرية عن قصة حقيقية للجاسوسة (هبة كامل )طالبة السربون التى تعاونت مع اسرئيل ضد بلدها .و هذا الفيلم كان ثانى بطولة مطلقة لها سنة 1978 و حققت فيه نجاح كبير .
و كذلك فيلم "
المزاج" مع فيفى عبده الذى تعرض بصورة كبيرة لقضايا المخدرات و احوال السجينات.
امـــــــــــــــــا فى المسرح عملت مديحة كامل فى المسرح و كانت ابرز مسرحياتها :
(هاللو شلبى) مع عبد المنعم مدبولى و سعيد صالح و مسرحية (يوم عاصف جدا ) مع صلاح قابيلو فى التليـــــــــفزيون كان اهمها مسلسل (العنكبوت) قصة د. مصطفى محمود و مسلسل البشاير مع محمود عبد العزيز و امينة رزقتمتعت بوجه جذاب به مزيج من البراءة والاثارة و كانت من الفنانات المميزات الذين يلفتن الانظار دائما .
و اشتهرت مديحة دائماً بارتدها سلسلة حول رقبتها بها قلب اسود صغير و عندما سئلت عن هذا القلب قالت انه من اول حب فى حياتها .
حيــــــــــــــــاتها :مديحة كامل كانت فتاة مدللة عملت في بدايتها كعارضة ازياء و فى التمثيل و انجرفت في تيار اللهو
و عاشت حياة صاخبة بين القاهرة و لبنان .
و كان لها شقيقة واحدة و التى تولت تربية ابنتها و كانت العلاقة بينهما منقطعة لان كانت تعتبر عمل اختها فى الفن حرام خصوصا ان زوجها كان متديناً .
مديحة كامل ام :كان علاقة مديحة بابنتها الوحيدة ميرهان علاقة متوترة جدا خصوصا ان ابنتها تربت في بيت خالتها و لم تعرف حتى بلغت السابعة من العمر و لكنها لم تكن تعرف عمل امها .
و فى سن الثانية عشر انتقلت ميرهان للاقامة عند والدتها و هناك علمت انها ممثلة خصوصا انها لم تكن تشاهد التليفزيون لان زوج خالتها كان محافظا و يمنعها من مشاهدة الافلام و المسلسلات فقط برامج الاطفال .
و منذ هذه الفترة و حياة مديحة و ابنتها حياة مليئة بالمشاكل على الرغم من الثراء الفاحش و السيارات و السفر و الرحلات الا انهم كانوا دائما فى صدام .
ميرهان تقود امها الى التوبة :كانت ميرهان محرجة دائما ان يعرف احد ان امها هى مديحة كامل و كانت دائما تتمنى لو تعود للعيش لدى خالتها و فى عيد ميلادها العشرون و جينما سألتها امها عند هدية عيد ميلادها فاجابتها انها تريد ان تذهب الى الحج . و فعلا دهبوا الى الحج و عند عودتهم الى القاهرة ارتدت ميرهان الحجاب الا ان مديحة كامل استمرت كما هى حتى مرضت بالمرض اللعين لاول مرة و اجرت عملية جراحية و قبل الجراحة طلبت من ابنتها ان تدعى لها الله لان قريبة منه ووعدتها بمفاجأة كبيرة .
و بعد خروجها سالمة من العملية سالتها ميرهان عن المفاجأة فقالت لها انها سمتنع عن الخمر و السهر و الافلام الخارجة .
الا ان دوام الحال من المحال فقد عادت مديحة الى ما كانت عليه بل وزدات فى افلامها الاخيرة من جرعة العرى .
الا ان حصل الصدام الكبير بين الام و ابنتها بسبب فيلم المزاج و التى انتهت بضربها لابنتها و طردها من البيت فى منتصف الليل فلم تجد ميرهان مكان تلجأ اليه الا احد الجوامع و هناك صلاة قيام الليل و عندما وصل الامام لاية :
(ان الله يحى الارض بعد موتها ....................) فاحست ان الله يبغث لها اشارة ان تعود لامها لان الله كما يحي الارض بعد موتها قد يحي القلوب القاسية اللاهية عن ذكره .
فعادت ميرهان لامها و قبلت يديها و عقدت العزم على ان تخرجها من حياة اللهو الى طريق النور .
فبدأت ان تحكى لها عن ما يدور في الدروس الدينية و تشرح لها ما استفادته من امور اثناء حضورها لهذه الدروس حتى جاء يوم طلبت منها ان تحضر معها احد الدروس فوافقت مديحة و دخلت تغير ملابسها و فؤجت ميرهان بخروج امها مرتيدة حجاب ابيض اللون تصفه ميرهان انه كتاج اللؤلؤ فوق رأس والدتها .
و فى اليوم التالى طلبت مديحة من ابنتها ان تصلى بها الفجر و عندما قرأت ميرهان آية :
( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون . أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين )بدأت مديحة بالبكاء دموع الاستغفار و التوبة و بعد الصلاة بدات تقول (ماذا سأقول لله يوم القيامة ؟ ماذا سأقول للملائكة فى القبر )
و بدأت تحكى لابنتها قصتها منذ بداية احترافها الفن و كيف انها كانت احيانا تحتقر نفسها اثناء القيام بأدورها و احيانا كانت تريد ان تبصق على وجهها اثناء نظرها لنفسها فى المراة و هى بكامل زينتها لكن المال اعمها عن الحقيقة .
و من تلك اللحظة وعدت مديحة ابنتها بان تقضى باقى حياتها بالعبادة و الاستغفار و ان تحتجب عن الانظار .
و فعلا هذا ما تم حتى اللحظ الاخيرة في حياة مديحة كامل و التى كانت نهايتها يحسدها عليها الناس .
فقد ماتت فى العشرة الاواخر من رمضان - صائمة - بعد صلاة الفجر و هى ممسكة بالمصحف اى انسان يحلم بلقاء ربه في هذا الوضع و اخر كلماته في الدنيا كلام الله عز و جل .
عندما فكرت بالكتابة عن مديحة كامل فكرت ان القى الضوء على افلامها و اعمالها لكن قصته توبتها استوقفتنى اكتر فهى قصة ابنة حرصت على ان تكون امها ام تفتخر بها و تحكى قصتها الى كل المسلمين .
و ارجو من الله ان يتقبل توبتها و ارجو من الله ان يمنع الناس ضعاف النفوس من تداول صورها و اعتبارها مثال للمراة اللاهية لانها لاقت ربها و هى فة ابهى حلة .........