يوجد النمل تقريباً في كل متر مربع على سطح الأرض فهو يغزو البيئات الطبيعية والزراعية والحضرية ويمثل ثلث الحيوانات الموجودة بالتربة ويعيش النمل في أعشاش تحت الأرض، وفي حجرات يتصل بعضها ببعض، وهو بذلك لا يحتاج إلى الأجنحة ولكنه استعاض عنها بالحركة والنشاط، ولا يطير سوى الملكات والذكور في طيران التزاوج.
وللنمل حواس حادة للمس والشم والتذوق ومراكز هذه الحواس منتشرة على جميع أجزاء الجسم هي مركزة على قرون الاستشعار وتستخدم النملة هذه القرون لفحص الأشياء ولنقل المعلومات بين أفراد المستعمرة. ومن بين أنواع النمل يوجد 50 نوعاً فقط هي المعروف صلتها بأنشطة الإنسان، فهي آفة خطيرة بالحقول والبساتين على مستوى العالم، كما أنها تعيش داخل المنازل وفي الأخشاب.
أفراد طائفة النمل:
إن طائفة النمل تنقسم إلى طبقات هي الشغالات والذكور والملكات وكل منها يقوم بأداء وظائف معينة.
الشغالات:
تكون الشغالات الجزء الأكبر من المستعمرة، وشغالة النمل عديمة الأجنحة ورؤوسها الكبيرة وأعينها مختزلة إلى حد كبير، يمكنها اللسع في بعض الأنواع. والشغالات تؤدي أغلب وظائف المستعمرة بما في ذلك جمع الغذاء والعناية بالأطوار غير البالغة ونظافة وحماية العش، وهي إناث غير خصبة وتمتد حياتها من عدة شهور إلى عدة سنوات.
في بعض الأنواع مثل نمل الأخشاب توجد الشغالات كبيرة الحجم وأخرى صغيرة الحجم، فالشغالات الكبيرة تزيل الأحجار من الممرات وتدافع عن العش، أما الصغيرة فتجمع الغذاء وترعى الغذاء أما الأنواع التي شغالتها من حجم واحد فإن العمل يقسم حسب العمر.
وشغالة النمل إناث لها أعضاء تناسلية ضامرة، عديمة الأجنحة، أعينها مختزلة إلى حد كبير، ورؤوسها كبيرة، وهي تعتني بالصغار عناية فائقة فهي تغذيها وتنظفها وتلعقها باستمرار، وهناك نوع من الارتباط الخاص بين الشغالة لليرقة أنواعاً مختلفة من الغذاء، وتستجيب اليرقات وتفرز نقطاً من اللعاب أو من إفراز آخر يمتصه النمل.
الأفراد التناسلية: الذكور والملكات
وتلقح الملكة مرة واحدة فقط ولكنها تضع البيض حتى نهاية حياتها وهي تعيش من (1 ـ 15 سنة) حسب النوع، والشغالات هي التي تنظفها وتعتني بها، وبعض الطوائف يكون بها أكثر من ملكة واحدة فقط تصل من 10 ـ 30 ملكة، ويعيش الذكر فترة قصيرة بعد تلقيح الملكة، وفي بعض أنواع الذكور والملكات ذات الطيران الضعيف يتم التلقيح في العش أو على سطح الأرض خارج العش.
الأطوار غير البالغة: (بيض ـ يرقات ـ عذاري):
تضع الملكة بيضاً صغيراً جداً تأخذه الشغالة لمكان ما بالعش (حجرة الحضنة) حيث تعتني باليرقات والعذارى بعد الفقس وعند وجود أي خطر يهدد العش تنقله لمكان آمن.
ذكاء السرب
لقد دفعت الحشرات التي تعيش في مستعمرات ـ كالنحل والنمل والزنابير والأرضة ـ الباحثين من علماء الطبيعة حتى الفنانين أن يتسائلوا عن أشياء كثيرة محيرة حتى كتب الشاعر البلجيكي موريس ميترلئك يقول:( من ذا الذي يحكم هنا؟ ومن ذا الذي يصدر الأوامر ويستشف المستقبل؟ ويرسم الخطط ويحافظ على التوازن؟ إنها حقاً أسئلة محيرة. يبدو أن لكل حشرة في أية مستعمرة جدول أعمال خاص بها، ومع ذلك فإن المستعمرة في مجموعها تبدو على درجة من التنظيم، ومن الواضح أن التكامل التام بين جميع الأنشطة الفردية يتم دون حاجة إلى أي إشراف، وفي الوقع أن العلماء المشتغلين بدراسة سلوك الحشرات الاجتماعية قد وجدوا أن التعاون على مستوى المستعمرة هو بالدرجة الأولى مسألة تنظيم ذاتي، ففي حالات عديدة ينشأ التنسيق عن تأثيرات لأفراد فيما بينها، وعلى الرغم من أن هذه التأثيرات تكون بسيطة (كأن تقتصر إحدى النملات على اقتفاء الأثر الذي تركته أخرى) فهي في مجموعها يمكن أ، تحل مشكلات صعبة (مثل اكتشاف أقصر طريق إلى مصدر الغذاء من بين مسارات لا حصر لها)، وهذا السلوك الاجتماعي الذي يتحلى لدى مجموعة ما من الحشرات الاجتماعية ـ قد أطلق عليه اسم : (ذكاء السرب).