أبو العلاء المعري
فيلسوف وكاتب ومؤلف وشاعر هو احمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي المعروف بأبي العلاء المعري, لقب بالمعري نسبة إلى معرة النعمان بن المنذر. ولد في المعرة سنة 355 هـ في أسرة ذات مكانة وثراء وصلة بالأدب, وحين بلغ الثالثة من عمره أصيب بالجدري ففقد بصر إحدى عينيه وفي السادسة من عمره أصيبت عينه الأخرى فعمي تماماً .
بدأ تعليمه القراءة والكتابة على يد أبيه وكان يمتاز بذكاء حاد وحافظة نادرة وانتباه شديد, وفي السنة السادسة عشرة من عمره قصد كلاً من انطاكية وطرابلس واللاذقية وحلب وتتلمذ على أيدي علماء مشهورين ولما بلغ العشرين من العمر, عاد إلى المعرة وكان مكتمل النضج وافر الثقافة حيث اتصل بكبار أهل عصره وفي عام 378 هـ قصد حاضرة الإسلام بغداد فاتصل برجالات العلم والأدب واللغة فتفوق على الكثير من الشعراء والأدباء, فنشأ له حساد ، وفي رواية غير مؤكدة إنه ذات يوم وهو في مجلس الشريف المرتضى وكان الشريف يهاجم المتنبي وينال منه مما دعا المعري إلى الدفاع عنه فأهانه الشريف و أمر بإخراجه من المجلس فأثرت هذه الحادثة في نفسه وجعلته يفكر في العودة إلى موطنه معرة النعمان فغادر بغداد سنة 400 هـ . وصل المعري إلى مسقط رأسه فوجد أمه قد توفيت والأحوال قد اضطربت فندم على مغادرته بغداد بعد فوات الأوان ،
فانعزل في منزله وحرم على نفسه اللحوم وفتح بيته لطلاب العلم والمعرفة وتفرغ للتأليف ونظم الشعر الذي ضمنه آراءه وفلسفته في الحياة فعاش حياة تقشف وعبادة في غاية من الطاعة لله تعالى والابتعاد عن المعصية وأطلق على نفسه (رهين المحبسين) وهما العمى ولزوم بيته. من مؤلفاته: سقط الزند ، لزوم مالا يلزم ، عبث الوليد، ضوء السقط ، رسالة الملائكة، رسالة الغفران .
توفي سنة 419 هـ ودفن ببلدته عزيزاً كريماً
نموذج من شعره :
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
عفاف وإقدام وحزم ونائل
أعندي وقد مارست كل خفية
يصدق واشٍ أو يخيب سائل
تعد ذنوبي عند قومي كثيرة
ولا ذنب لي إلا العلا والفواضل
وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم
بإخفاء شمس ضوؤها متكامل
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل