2012: خرافة أم علم ؟
يعتبر
تاريخ 21 ديسمبر 2012 التاريخ الاخير والصفحة النهائية في تقويم فلكي معقد
وضعه شعب المايا الذي عاش قديماً في أمريكا الوسطىوأسس حضارة ، نوقش معنى ذلك التاريخ في كتب لا حصر لها ومواقع عديدة على الإنترنت
بالإضافة إلى المجلات والمقالات كما كان منشوراً كعنوان رئيسي في الصحف
المختلفة حول العالم حيث انقسم المتحمسون لذلك الحدث المرتقب والذي قد يخفي
كارثة خطيرة إلى فريقين:
إنقلاب قطبي الشمس في عام 2012
في
فبراير 2001 انقلب قطبا الشمس المغناطيسيان وستشهد الشمس إنقلاباً آخر في
عام 2012 ، العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) الذين رصدوا الشمس
يقولون أن نجمتنا الجميلة قلبت حقلها المغناطيسي منذ 22 شهراً مضت معلنة
بذلك بدء مرحلة من وصول النشاط الشمسي إلى حده الأقصى. غير أن تلك الحقيقة
لم يدري بها لكثير من الناس فالقطب المغناطيسي الشمالي الذي كان في النصف
العلوي من الكرة الشمسية منذ بضعة أشهر فقط وهو الآن يؤشر نحو الجنوب. إنها
حالة تغيرت فيها الأمور رأساً على عقب لكنها مع ذلك لم تكن متوقعة الحدوث.
يقول ديفيد هاثاوي وهو فيزيائي يدرس الشمس في مركز مارشال للملاحة
الفضائية :"تغير الأقطاب المغناطيسية أماكنها عند ذروة نشاط البقع الشمسية،
في الواقع يعتبر ذلك مؤشراً جيداً على حدوث فعلي لتعاظم النشاط الشمسي".
سيبقى قطبا الشمس المغناطيسيان في مكانهما كما هما الآن حيث يؤشر القطب
المغناطيسي الشمالي إلى النصف السفلي من الكرة الشمسية إلى أن يأتي عام
2012 حيث من المتوقع أن ينقلبان مرة أخرى ، هذا التحول يحدث بحسب ما نعرفه
عند ذروة دورة البقع الشمسية التي بطول 11 سنة وتشبه بذلك عمل الساعة.
هل نشهد أيضاً إنقلاب وشيكاً في قطبية الأرض المغناطيسية ؟قطبي
الأرض المغناطيسيين ينقلبان أيضاً وإن كان بانتظام أقل. وقد حدثت إنقلابات
متعاقبة في القطبية على فترات تفصل بينها 5 آلاف سنة إلى 50 مليون سنة.
آخر إنقلاب حدث قبل 740,000 سنة مضت. ويعتقد بعض الباحثين أن كوكبنا قد
تجاوز موعد حدوث إنقلاب آخر في القطبية لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين متى
سيحدث الإنقلاب التالي. ومع أن هناك إختلافاً بين سلوك الحقول المغناطيسية
للأرض وسلوك مثيلتها لدى الشمس إلا أن هناك قاسماً مشتركاً بينهما وهي
أشكالهما ، ففي خلال وصول النشاط الشمسي إلى أدنى درجاته يخلق حقلاً
مغناطيسياً له شكل يشبه ذلك الناتج عن قضيب مغناطيسي حديدي إذ يمتاز بحلقات
قرب خط الإستواء وخطوط
حقول مفتوحة قرب مكان القطبين وهو يشبه
الموجود
لدى الأرض. يطلق العلماء على هذا الحقل اسم (ديبول) Dipole ، إن ديبول
الشمس قوي كفاية كالمغناطيس الموجود في الثلاجة وتقدر قوته بـ 50 غاوص
Gauss (وهي وحدة قياس الشدة المغناطيسية). بينما تكون قوة حقل الأرض
المغناطيسي أضعف بـ 100 مرة ، وعندما يصل النشاط الشمسي إلى الذروة وتبرز
البقع الشمسية بشدة على وجه الشمس يبدأ الحقل المغناطيسي لها بالتغير . ومن
الجدير بالذكر أن البقع الشمسية Sunspots هي أماكن تتركز فيها حلقات الحقل
المغناطيسي. حيث تبلغ شدتها في تلك الأماكن 100 مرة من شدة الديبول الشمسي
المحيطي. حيث تظهر على الصورة المجسمة.
ويبقى السؤال هنا : هل تشهد الأرض إنقلاباً وشيكاً وهل سيكون ذلك في عام 2012 ؟ لم تصرح بعد
أي جهة علمية بذلك وحتى أن نالسا استبعدت حدوثه ا .