السلام عليكم ورحمة الله وبركاته{ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }ذرتا هيدروجين تتحرك - بأمر صاحب الأمر - لتتحد مع ذرة أكسجين ليُنتجا سوية جزيء الماء..(( أسرةٌ كاملة تموت اختناقاً بسبب غاز أول أكسيد الكربون ))ذرة كربون تتحرك - بأمر صاحب الأمر - لتتحد مع ذرة أكسجين ليُنتجا سوية هذا الغاز القاتل السام !!!
**********
تعجُ الحياة بالمعادلات منها ماهي محمودةٌ ومحمودٌ ماينتج عنها ومنها ماهي مذمومةٌ مذمومٌ ماينتج منها !!!
وليس هذا في الطبيعة فحسب بل حتى في النفس البشرية هناك معادلات , بل إن أشرس وأخطر وأكثر المعادلات نتائج مذمومة تلك التي تحدث في خفايا النفس البشرية !!!!
((ولا يمنع هذا من أن هناك معادلات محمودة تحدث في النفس البشرية ولكن مانريد الحدث عنه
هي المعادلات الأخرى
المدمرة والتي يحيل الإنسانَ بعضُها إلى وحشٍ كاسرٍ مفترسٍ بلا رحمة ولا شفقة !!!!))
وأخطر معادلة - وعلى الإطلاق – هي مانستطيع أن نُطلق عليها اسم :معادلة الشيطان فهناك بعض العناصر لو اتحدت في النفس البشرية ولم تتنبه لها هذه النفس فستُحيلُ هذه النفسُ إلى نفسِ شيطان أو أشد !!!!!!!!!
ومنها الجهلُ والكبر .... وهما بالمناسبة متلازمان لاينفكان فالثاني ( الكبرُ ) مرتبطٌ ارتباطاً شديداً بالأول (الجهل) فما من متكبر تُنقبُ في خباياه إلا تصدرُ عن جاهلٍ لايكاد يدري من الأمر شيئاً !!!!!!!
قل لمن يدعي في العلم معرفة *** علمت شيئاً وغابت عنك أشياءُفالعالم الحق - أو طالبُ العلمِ الحق المبني على قيمة سليمة على الأقل – لاتلمح فيه ذا العنصر ( الكبر ) بل وإنه وكلما أزداد علماً كلما أزداد تواضعاً وبساطة وحُسن خُلق !!!
لأنه كلما أزداد علماً عَلِمَ حجمه الحقيقي وعلم أنه مهما بلغ من العلم فهو مازال على شاطئ بحرِ العلمِ ماخاض لجته بعد!!!!
وكلما أزداد علماً - مع قلبٍ سليم – كلما أزداد قُرباً من العليم سبحانه
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}ومن عاشر العلماء حقاً وطلبة العلم لمس فيهم من اللين والتواضع وحُسن الخُلق مايجعل الإنسان في حيرة من أمره ...
ملأى السنابل تنحني بتواضع *** والفارغات رؤوسهن شوامخ**********
هنا قد يطرأ في النفس سؤال ...أنت تقول أن العلم والكبر ضدان لايجتمعان أليس كذلك ؟
فأقول : نعم هو كذلك .
إذن مابالنا نرى بعض طلبة العلم - ومن بعض الملتزمين بالذات - يقعون في الكبر ؟!! وما بالنا نرى بعض العلماء الكبار على الإلحاد ؟!!
وإبليس أليس عالماً ؟! وهو إمام المتكبرين وأول من عصى الله - على حد علمنا - وهو صاحب أول معصية وهي الكبر ؟!
فأقول - والله المستعان - : في السؤال قد بعضت أي أنك لم تعمم عندما قلت: بعض طلبة العلم من الملتزمين, وهذا حق فلا مكان هنا للتعميم البتة...
ولكن لنتنبه لأمر هامٍ جداً وهو أن مايكون لدى البعض منهم ليس تكبراً أبداً , إنما هو آفة وخطيرة أيضاً - لكنها أهون من الكبر - وتُسمى الإعجاب بالنفس , وهذه ظاهرةٌ مبررةٌ نفسياً مثلها مثل الكثير من الظواهر النفسية ( الحسد , الطيرة , الظن ) التي لايكاد يخلو منها بشرٌ إلا من رحم ربي ..
فالشاب في بداية التزامه قد يداخله الإعجاب بنفسه , نظراً لاعتقاده أنه قد حافظ - ونوعاً ما - على ماطُلبَ منه ونظراً لاعتقاده بأنه قد اجتاز مرحلة كبيرة في السيطرة على نفسه وعلى رغباته وعلى شهواته ...
ونظراً إلى كمية المعلومات - الدينية بالذات - التي بدأ يكتسبها إما من المحاضرات التي يحضرها أو التي يسمعها أو يشاهدها أو الدروس العلمية أو الدورات أو مايقرأ من كُتب وكُتيبات ..وقد تُعينُ بعض المجتمعات الشاب على الوصول إلى هذا الشعور عندما يكون من المتعارفِ عندها تقديس وتبجيل الشخص الملتزم ورفعه في مكانة عالية ومرموقة..
كل هذا لو أضفنا إليه أن إبليس هو أكثر اجتهاداً على السالكين طريق الرشاد والصلاح والهدى منه على أهل الفساد... لوضح لنا الأمر جلياً....ولكن من الملاحظ أن هذا الإعجاب لايكون - عند الكثير من الشباب الملتزم - إلا في البداية فقط, فعندما يتعمقُ الشاب في الالتزام أكثر وفي العلم أكثر كلما تنتهي عنده هذه الآفة أكثر...
هذا مايخص الشاب الملتزم ...
*******
أما الشق الثاني من السؤال ((وهو يشملُ إبليس أيضاً ))
فلابد أن نعلم أن صاحب القلب الخرب المريض قد يزيده العلم خراباً ومرضاً !!!!
لماذا ؟!!!!!!!!!!
لأنه مهما جمع من العلوم وحصل من هذه المعارف فهو في النهاية لا يحتكم لها بل يحتكم لهواه المريض المختل الفاسد
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}فهاهو القرآن يُخبرنا أن هناك من يضلُ وعلى علم !!!!!!
لماذا ؟!!
لأنه ببساطة قد اتخذ إلهه هواه .....
فمهما كان يعرف من حقٍ ولكنه لايناسب هواه يرفضه ويرده !!!!!!
عندها لاينفعه علمه شيئاً وتنتزع منه صفة العالم وتلحق به صفة أخرى أطلقها الله عليه في كتابه العظيم :
{ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}حتى القرآن عندما وصفه الله بالهدى في سورة البقرة قال عنه :
{ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}وقال تعالى :
{ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ}
{ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}
{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا}
{وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا}
{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً
قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا }
{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}
{ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}حتى أني اضفتُ على أنواع العلم
(( لااستدراكاً ولا تعقيباً ولا إتمامَ نقصٍ حاشا لله ))
علمٌ ينفع وجهلٌ به ينفع !!!!!
لينضم إلى بقية الأنواع :
علمٌ ينفع وجهلٌ به يضر
وعلمٌ لاينفع وجهلٌ به يضر
وعلمٌ ينفع وجهلٌ به لايضر
وعلمٌ لاينفع وجهلٌ به لايضر
فبعض أتباع الهوى تكون المعلومة النافعة لغيرهم معلومة تزيديهم كُفراً وعنادا !!!!!!!
فما فائدة العلم عند أصحاب القلوب المريضة ؟!!!!!!!!!
وإبليس أكبر مثالٍ على ذلك !!!
هو على علمٍ نعم ...
ألم يُعلم أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه فضل آية الكرسي ؟!!!!!!!
ولكن نفسه المريضة وعبادته لهواه أعمت بصيرته عن الحق فكان كالجاهل بل الجاهل أفضل منه !!!
وجاهر بالكبر!!!!!!!
ولتنظر لهذه الآيات لتعلم أي وقحٍ سفيهٍ جاهلٍ هو ؟!!!!!!!
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}(( قد يقول البعض إبليس ليس من الملائكة والأمر جاء للملائكة ولا معنى للاستثناء هنا
!!!!!!
وقد قال الله عن إبليس :
{ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ} فليس ملوم إبليساً إذا لم يسجد !!!!!!!! ))
فنقول له :
في القرآن الكريم آية صريحة جاء فيها أن الله أمر إبليس بالسجود حيث قال جل من قائل:
{ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ }أما كون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه فهذا حديث لغةٍ لامجال له الآن يستطيع من شاء أن يزداد منه أن يعود إلى أي موقع في اللغة العربية ..
*
*
*
ولننظر في هذه الآية :
{ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}لنعلم أي جاهلٍ متكبر هو ؟؟؟!!!!!!!
يقول خلقتني أي أنه معترفٌ بأن الله خالقه وموجده من العدم ولكنه رغم ذلك عانده وخالفه وكفر به !!!!!!
(( أفرد بعض العلماء باباً عن المقارنة بين النار والطين وبينوا فيه أن الطين أجل وأفضل وأكرم من النار من أراد معرفة ذلك فليعد - مثلاً - إلى قصص الأنبياء لابن كثير ))
**********
ونحن لو طبقنا أهم مايميز نفسية إبليس وقرناها بمن تحدثُ عندهم هذه المعادلة الخبيثة نجد تطابقاً مرعباً بين نفسيا تهم ونفسية إبليس !!!!!!!!
تضخم شديد في الذات مع جهل مُركب أو علمٍ تحكمه نفسٌ مريضة وقلبٌ كالكوز مُجخياً
ينطبق عليه حديث صلى الله عليه وسلم حيث قال بأبي هو وأمي:
عن عبد الله بن مسعود:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس)( بطر الحق )
دفعه وإنكاره ترفعاً وتجبراً !!!!
( وغمط الناس )
احتقارهم
وهذا هو مانجده عند من تحدث عندهم تلك المعادلة بالتحديد !!!!!!!!
تجبر وردٌ للحق - بعضهم قد وصل الحد به إلى الإلحاد !!!! - واحتقارٌ للناس واستهانة بهم
وهؤلاء تجد عندهم الأنا متعاظمة بشكلٍ مخيف للغاية !!!!!!!
أما قال إبليس:
{ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ }تجد فيه الأنانية وحب الذات مستوطنة لاتريد رحيلاً !!!!!!!!!
لاحق إلا مادله عليه هواه !!!!!!
لايرى الناس شيئاً !!!!!!!
لايهمه إن خسر أخاً أوصديقاً ولكن لاأحد يمس الأنا عنده بأي سوء !!!!!!!!!!
سُحقاً لهم وبعداً !!!!!!!
فما مصيرهم – إن لم ينتهوا - إلا مصير إبليس :
{فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ}
{ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ
وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ }
{ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا}
{ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}
وكما قال صلى الله عليه وسلم :
(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال )**********
الشبكةُ العنكبوتية والمتضخمون :هذه الفئة المعتلةُ من البشر تصطدمُ بهم في عالمك الواقعي وتصطدمُ بهم في العالم الافتراضي كذلك
كيف نعرف هؤلاء نتاج هذه المعادلة الخبيثة في عالمنا الواقعي ؟هذا حديثٌ يطول , فهناك الكثير من الدلائل والإشارات والسمات والصفات بعضها يعرفها أهل الاختصاص وبعضها يستطيع الشخصُ العادي وبقليلٍ من المران أن يتعرفَ عليها , ولكنك تلمح - أول ماتلمح - مبالغةً شديدة في توجيه نظراتهم للغير أو لأي شيء ينظرون نحوه ,كما أنك عندما تدخل في نقاشٍ مع أحدهم حول أمرٍ يرى ضده فقد لاينظرُ إليك وأنت تتحدث وينظر إلى الأرض أو قد ينظر إلى الفضاء البعيد أو ينظر فيك شزراً أو رافعاً حاجبه ويقاطعك كثيراً ويطلب منك الاختصار مراراً !!!! أما حركات اليد فعجب العُجاب, فحركات أيديهم مبالغٌ فيها وللغاية !!!
وفي ذلك حديثٌ يطول ....
**********
كيف نعرف هؤلاء نتاج هذه المعادلة الخبيثة في العالم الافتراضي ؟هنا – وبحقٍ – ثالثة الأثافي فمن خاض غمار هذه الشبكة العنكبوتية المترامية الأطراف لابد وأنه قد اصطدم بهذه الفئة المعتلة وبدرجاتٍ متفاوتة , والمشكلةُ عندما يكون الشخص ممن يتأثرون سلباً بالنقد دون أن ينظر لحال الناقد ومقدار تمكنه ومعرفته وخبرته ودرايته فيما ينقده !!!
فكثيرٌ من المواقع والتي تُطلقُ على نفسها أدبية أوثقافية يلحظُ الداخلُ إليها ولأول وهلة بمقدار عالٍ من التضخم والذي قد يورثه شعوراً بالرهبة والهيبة والخوف من ألا يكون نتاجه لائقاً بأهل هذا المكان , فيحجمُ البعضُ ويبتعدُ الآخر ويكتبُ البعضُ - وعلى مضض واستحياء - !! ولكن ماأن تتكشف له الصورة وتزول الرهبة وتنقشع غمامةُ الخوف من على عينيه حتى يقعُ على غثاءٍ في غثاءٍ في غثاء !!!
وأن كل مافي الموضوع أسماء سموها ماأنزل الله بها من سلطان , فلان بن فلان أو فلانة بنت ((فلتان )) الشاعر والمفكر والأديب والقاص والمثقف والكاتب (( كالهرِ يحكي انتفاخاً صولة الأسدِ !!! )) , فتأخذ شعر الشاعر فتجده شعراً مُفككاً مُهلهلاً بسيط المعاني ساذج الأفكار بدائي الصور فيه بعض الموسيقى أو بعض الوزن بأبسط صوره (( بعضهم يزن بالسماع ولايعرف شيئاً عن بحور الشعر وهذا لاعيب فيه فالبحور مستحدثةٌ والشعرُ أسبقُ منها وأقدم ولكنه وبالتأكيد لايصلحُ أن يكون ناقداً للشعر لأنه يفتقدُ أساساً بات اليوم من أهم الأسس التي يعتمدُ عليها الناقد الشعري عند نقده لقصيدة ما )) , ولكنك وعلى الرغم من ذلك تلقاه وقد تعاظم وانتفخ وأصبح لايحتملُ أن يمس أحدٌ ما عرشه الورقي الفارغ بسوء !!!! , أو تأخذ قصة القاص وحدث ولاحرج !!! وقس على ماشئت أيها الكريم ... ولايلبث الوالجُ إلى تلك المواقع أن يلحظ أن الجميع فيه نُقاداً !!!
وليت النقدَ مبنياً على أسسه الصحيحة السليمة والمنطقية , بل إنما هو نقدٌ قد يكون مبنياً على الرأي الشخصي وعلى الذوق الخاص وأحياناً على موقفهم من الشخص صاحب النتاج نفسه فإن كان صديقاً أو لأحدهم عنده غايةٌ أخرى جُعِلَ من نتاجه فلكاً يدور مع الأفلاك وإلا وضِعَ تحت الثرى نقداً وتقطيعاً وتصيداً للخطأ ووقوفاً عند مالا يوقف عنده من أمور لاتخفى على من عنده ألف باء ثقافة وليس على من يدعي أنه ناقدٌ مثقف !!!!
ثم إذا ماأُتيحت لك الفرصة للدخول في كواليس هذه المنتديات المتضخمُ أهلها فأنكِ ستجد فيها من الحزازات والعداوات والمشاكل والفتن والتطاول والتجريح مالله به عليم !!!!
ونصيحتي لمن ابتلاه الله بمثل هذه الأماكن أن يسحب فراشه من تحتهم حتى لايبول أحمقٌ منهم عليه
(( مر الأصمعي على سوق النخاسين فوجد رجلاً يعرضُ غلاماً قوياً للبيع بسعرٍ زهيد !! فتعجب الأصمعي , وسأل الرجل عن سر هذا السعر ؟! فقال له الرجل: إنه يبولُ في الفراش, فأقبل أعرابيٌ واشتراه بعد أن عرف عيبه !!! فأدركه الأصمعي وسأله عن سبب قبوله به وقد عرف عيبه ؟!! فقال الأعرابي : إن وجدَ فراشاً فليبل فيه !!! ))
وأن يخرج ويغادر هذا المكان الغير صحي وألا يُلقي بالاً لنقدٍ ناقدٍ فيه إلا إذا ثبت عنده أنه ممن يملكون الأدوات اللازمة للنقد من علمٍ ومعرفةٍ ودراية وسعة اطلاع وثقافة وحس راقٍ وذوقٍ أدبي أصيل وصدقٍ وعدلٍ وعدم تحيز .... وألا يترك لهم المجال للتأثير عليه سلباً, وأن يُبدل الدار بالدار ففي الأمر سعة ولله الحمد والفضل والمنة..
******
كيف أمنع هذه المعادلة من الحدوث في نفسي ؟
أنت ميزان نفسك ومقياسها
إذا رأيت في نفسك ميلاً نحوالإعجاب أو حب الذات أو الاعتداد المبالغ فيه بالنفس فلتقم بمثل ماقام به
الفاروق رضي الله عنه وأرضاه
إذا أخذ فأساً ليحتطب ,فسألوه عن ذلك؟
فقال :
أعجبتني نفسي فأحببت أن أهينها !!!!!!!!!
(( جاء عن الإمام الصالح الحجة الحبر محمد متولي الشعراوي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أنه خرج يوماً من جامعٍ في حي فخمٍ وطلب من سائقه الخاص أن يذهب به إلى مسجد قديم في حي شعبي !!!!
يقول السائق :
نزل الإمام وغسل حمامات المسجد وعاد ثانية إلى السيارة !!!!!!!!!!
فسألته عن ذلك فقال :
عندما كنتُ في الجامع الفخم رأيت الناس ملتفين حولي هذا يُريد تقبيل رأسي وهذا يريد تقبيل يدي
فأعجبتني نفسي فأردت أن أهينها !!! ))
وقانا الله وإياكم شر التضخم وشر المتضخمين