حرم الله تعالى على عباده المؤمنين الميتة، والدم، ولحم الخنزير؛ لأن فيها أضراراً صحية خطيرة على جسم الإنسان، ووصف الدم المسفوح، ولحم الخنزير، والميتة بالرجس، فقال الله تعالى: حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب 3 {المائدة: 3}، وقال الله تعالى: إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس 145 {الأنعام: 145}، يقول ابن كثير في تفسيره للآية الثالثة من سورة المائدة: "يخبر تعالى عباده خبراً متضمناً النهي عن تعاطي هذه المحرمات من الميتة، وهي ما مات من الحيوان حتف أنفه من غير ذكاة ولا اصطياد، وما ذاك إلا لما فيها من المضرة لما فيها من الدم المحتقن فهي ضارة للدين وللبدن، فلهذا حرمها الله عز وجل، ويستثنى من الميتة السمك فإنه حلال سواء مات بتذكية أو غيرها وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله { سئل عن ماء البحر، فقال: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وهكذا فإن الجراد أيضاً حلال الأكل، فعن ابن عمر مرفوعاً قال: قال رسول الله {: "أحل لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال..
الدم
الاسلام حرم شرب الدم أو تناول اللحوم بدمائها
أولاً يجب أن نعرف ما هو وظيفة الدم في الجسم الحي هي نقل المواد الغذائية بعد امتصاصها الامعاء إلى أعضاء الجسم المختلفة بجانب نقل الأكسجين و الهرمونات و جميع العناصر الحيوية لأداء وظائف الجسم و كذلك أيضاً التخلص من مواد السامه عن طريق خروجها مع البول و البراز و العرق و الهواء كالزفير.
فإذا كان الحيوان أو الطير مريضاً فأن الميكروبات المرضية و الافرازات السامة تتكاثر في دمه الذي يعتبر أفضل وسيله لانتقالها من عضو إلى أخر الآخر في الجسم الحيوان أو الطير وبعد تنقل مباشر إلى الانسان و تسبب له اضطرابات خطيرة لأجهزة الجسم و خاصه عندما يكون دم الحيوان ملوثاً بفيروسات التهاب الكبد الوبائي الذي ينتقل إلى الجسم الانسان بمنتهى السرعة والسهوله و بالاضافه إلى ذلك عندما يتناول الفرد الدم يصل إلى امعائه تتحول زلال الدم إلى أمونيا و تسبب حدوث الغيبوبه الكبديه نيتجه لهبوط وظائف الكبد و عدم قدرته على تحويل الأمونيا إلى بولينا و كذلك يوجد في الدم ماده الهستامين التي تؤدي إلى الهبوط الشديد في درجه ضغط و تسبب الكثير من أمراض الحساسية مثل الربو وكذلك أيضاً يوجد في الدم الهيدروكسي تريتامين التي تؤدي إلى حالات الاجهاد للانسان أما ماده الانجيوتسين الموجودة بالكلتين عندما تنتقل إلى الدم لتسبب ارتفاع درجه ضغط الدم.
لحم الخنزير
يعرف الخنزير علمياً بأنه من فصيله أومنيفارomnivara وهي فصيلة وسط بين آكلات اللحوم و آكلات النبات معاً والخنزير حيوان سمج، تكرهه العين، له نابان كنابي الفيل يضرب بهما، وله رأس كرأس الجاموس وله ظلف كما للبقر والغنم وهو من أكثر الحيوانات تناسلاً، وهو حرام لحمه وشحمه وجميع أجزائه,ويعتبر. الطعام المثالي للخنازير هو الذي يحتوي على عصيات من اللحوم بجانب النباتات . كما أن خبراء أن الخنزير الذي يعيش في الحظائر النظيفة عندما يخرج إلى الحقول و المراعي في أوروبا و أمريكا يقبل على التهام الفئران الميته و الرمم و القاذورات بشراهه و يجد في ذلك لذة أكثر من البقول و النباتات وهذه الظاهر تبين حقيقة أصل الخنازير و طبيعتها و حبها لاكل القاذورات و الاطعمة الفاسدة المليئة بالمكروبات أثبت العلماء حديثً أنه بالأضافه إلى ذلك زيادة مرتفعه من الدهون في الياف لحوم الخنازير ) كذلك إيضاً يعمل على زيادة مرتفعه بالنسبة الكوليسترول في الدم .
ونفّر الإسلام من لحم الخنزير لمجرد اللمس فعن بريدة بن الخصيب الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله {: "من لعب بالنرد شير فكأنما صبغ يده في لحم الخنزير ودمه)، وهذا يدل على خطورة أكل لحم الخنزير وشحمه وسائر أجزاء جسمه، وفيه من الحكمة الإلهية ما جعل العلماء والباحثين في أكبر المستشفيات العالمية ومراكز البحوث العلمية يحنون رؤوسهم إجلالاً لهذا الدين العظيممن المعلوم أن هناك حكمة بالغة وراء تحريم الخالق جل جلاله على عباده الاستفادة من منتجات هذا الحيوان النجس مثل جميع الاشياء التي حرمها:
وعموما يمكن إيجاز أهم أضراره فيما يلي:
1- كثرة الديدان في حلم الخنزيرة ومنها دودة (تينيا سوليم) التي تنتقل للإنسان وتسبب مغصاً وإسهالاً وقئياً واحياناً تنتابه نوبات صرعية وتشنجات عصبية قوية، وكثيراً ما تتلف العين أو بعض أجزاء المخ فتفسدها فيحدث شلل للمريض.
2-لحم الخنزير ينقل مرض (التريخينيا) الذي تنتج عنه آلام شديدة التهابات عضلية مؤلمة تدعو إلى انتفاخ النسيج العضلي وصلابته وتكون نتيجة ذلك الأورام التي تمتد بطول العضلات
3- كثيراً ما يأكل الخنزير الفئران الميتة التي غالباً ما تكون عضلاتها مكاناً لأجنة دودة تسمى (تركيينيا اسباير المن) وعند انتقالها للإنسان يصاب بمرض شديد فترتفع حرارته ويعتريه إسهال وقيء وتلتهب جميع عضلاته فلا يقدر على تحريكها ويصير لمسها مؤلماً ولا يقوى على تحريك عينية ويصعب عليه التنفس لالتهاب عضلاته حتى يموت
.
4- لحم الخنزيرة أعسر اللحم هضماً باتفاق العلماء، وذلك لأن أليافه محاطة بخلايا شحمية عديدة أكثر من الحيوانات الأخرى المباح أكلها وهذه الأنسجة الدهنية والتي ترتفع بها الأحماض الدهنية المشبعة خاصة حمض البالمتيك تحول دون العصر المعدي فلا تسهل عليه هضم المواد الزلالية للعضلات فتتعب المعدة ويصبح الهضم عسراً.
5- يحذر الأطباء من تناول منتجات الخنزير لأنها تسبب الأمراض التالية:
1- الالتهاب المخي السحائي وتسمم الدم: يسبب الميكروب السبحي الخنزيري، الذي اكتشف عام 1967م، من كتب له الإفلات من الموت بهذا المرض أصيب بالصمم الدائم وفقدان التوازن (الترنح).
2- الدوسنتاريا الخنزيرية (البلانتديازس): تسبب اسهالاً للإنسان دوسنتاريا مصحوبة بمخاط ودم مع ارتفاع درجة الحرارة، وقد يثقب القولون فتحدث الوفاة.
3- انفلونزا الخنزير: كان أخطر وباء أصاب العالم من هذا المرض عام 1918م حيث قتل حوالي 20 مليون نسمة
4- التسمم الغذائي الخنزيري: يحدث بسبب سرعة تحلل وفساد لحم ودهن الخنزير بفعل الجراثيم إذا ترك ولو مدة قصيرة من الوقت دون تبريد.
5- ثعبان البطن الخنزيري (الأسكارس): اكتشف إصابة الإنسان بهذا المرض بسب التعرض المباشر للخنزير أو أكل المواد الملوثة ببرازة.
وهذه صورة الثعبان الخنزيري
6- دودة المعدة القرصية: تنتقل من الخنزيرة للإنسان وتسبب حدوث إسهال والتهاب المصران الغليظ .
7- دودة الرئة الخنزيرية: تعيش في رئة الخنزير وتنتقل منه للإنسان.
8- الدوسنتاريا الآميبية الخنزيرية: تحدث بسبب نقل العدوى إلى الإنسان من الخنزير
وهذا يثبت أن الإسلام يضع سياجاً منيعاً لحماية المسلم من الإصابة بهذه المخاطر والمهالك بتحريمه كل ما يضر الإنسان من مأكل ومشرب.