شغلت عقول الكبار قبل الصغار للوصول إلى نهاية العالم العرب ينتظرون "التتار" بعد قرون من الزمن عبر لعب

شغلت عقول الكبار قبل الصغار للوصول إلى نهاية العالم
العرب ينتظرون "التتار" بعد قرون من الزمن عبر لعبة "ترافيان"


شغلت لعبة ترافيان الشهيرة مستخدمي شبكة الإنترنت خلال الفترة الماضية، لينضم إليها لاعبون عرب خصصت لهم سيرفرات خاصة، نظرا لتزايد أعدادهم، أحدها كان في مدينة دبي. فقد سحرت هذه اللعبة الكبار قبل الصغار، والعسكريين قبل المدنيين, بل إنها أصبحت اختبارا لقدراتهم الفكرية على إدارة الحروب، من خلال حرب افتراضية واقعية، فيما أسهمت هذه اللعبة في ارتباط اللاعبين بالتواصل على مدى 24 ساعة بالإنترنت، بالوسائل المختلفة، كان على رأسها خدمة الجوال نت وكونيكت لمتابعة مستويات قراهم ومعرفة الحالة الأمنية لها، حتى أصبحت اللعبة المنتجع السياحي لغالبية عشاقها في وقت الإجازات.

تاريخ اللعبة وقواعدها

حروب باردة تشغل بال العديد من الزعماء والقادة، بعضهم يدافع بتقوية الخطوط الدفاعية بالتمارين اليومية وتكثيف الجيوش، وبعضهم يهاجم بتقوية الخطوط الأمامية لكتائب الجيوش، ويشغل زعيم المدينة في كيفية الحصول على مؤن للعيش وأفراد لخدمة الشعب ما بين مقاتلين وما بين محصلين للغنائم .

لم يصل الأمر إلى هذا الحد، بل استمر الأمر إلى الغزو والسطو على المدن والقرى المجاورة عبر أسلحة ومعدات تقليدية يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى، كما أن للتحالفات بين الزعماء والقادة نصيبا في البحث بالطرق المشروعة أو غير المشروعة إلى جمع أكبر قدر من المؤن والأراضي عبر الخريطة، بالسطو والغزو، وإن وصل الحد إلى القتل، أو التنازل عن الممتلكات.

كل هذا الأمر ممكن عندما يكون أحد قادة أو زعماء لعبة الإنترنت المشهورة "ترافيان"، وهي حروب حقيقية يعيد الزمن نفسه عبر واقع إلكتروني يتقمصه العديد من الشبان العرب على وجه العموم، والشبان السعوديين على وجه الخصوص.

تعود محاور لعبة "ترافيان" الشهيرة إلى عام 2004، عندما كانت أول لعبة على الإنترنت لها هيكلتها وأسلوبها الخاص. إذ لا تخضع لشروط التصاميم ثلاثية الأبعاد للعبها، ولا يشترط أن تملك أدوات تحكم اللعبة من خلال أجهزة معينة. فهي لعبة معلوماتية بالأرقام يمكن لعبها عن طريق برنامج المتصفح مباشرة.

فكرة اللعبة

وتبدأ فكرة اللعبة في موقع إلكتروني موحد على شبكة الإنترنت، يملك العديد من السيرفرات "الخوادم" التي تحتوي على خريطة العالم الافتراضي، ليقوم العضو بالتسجيل من خلال امتلاكه قرية صغيرة في الخريطة، ثم يبدأ بالعمل عليها لتقوية مواطنيها (الشعب) من خلال العمل واستخراج المحاصيل الاستثمارية، وهي الخشب والطين والحديد والقمح، ومن ثم ومن خلال هذا الاستثمار باستطاعته بناء قرى مجاورة عديدة، والتحالف فيما بينها وبين أعضاء آخرين لتوحيد القوة وهكذا.

ويكون هذا التحالف بين الأعضاء، وكما هم في اللعبة "شعوب"، وتتكون الشعوب من ثلاثة أجناس حسب تصنيف اللعبة، فكل شعب له محاسنه ومساوئه الخاصة، وحتى أنواع المحاصيل الاستثمارية، وكما هي في اللعبة "الوحدات" تختلف عن بعضها بعضا بوضوح.

ببساطة تبدأ الفكرة وأهداف اللعبة في البحث عن 13 أرض فارغة ومخفية في الخريطة الإجمالية التي تضمها العديد من "السيرفرات". ومكان الخريطة مجهول، وتتبع هذه الأراضي لقبائل تسمى قبائل "التتار"، ولا يمكن تشييد "معجزة العالم"، وهي ( نهاية اللعبة)، إلا في إحدى هذه الأراضي بعد أن تقوم باحتلالها بواسطة الزعيم. وأول حلف يطور معجزة العالم لمستوى 100، فإنه سيربح اللعبة وتنتهي بذلك اللعبة و تعاد لاحقا. كما أنه عند إيصال معجزة العالم للمستوى 100 تتحول أسماء جميع تحالفات اللعبة لاسم التحالف الذي حقق الفوز عند احتلال أي أرض من الأراضي العشرين المختارة، بعد ذلك تقوم قبائل "التتار" بالهجوم على هذه الأرض لمحاولة تدمير معجزة العالم بقوات هائلة و كبيرة.

وعليه يتوجب التحالف بأكبر قوى ممكنة من قوات دفاعية كبيرة جدا من حلفه والأحلاف المساندة، وتستمر عليه الهجمات مع كل مستوى يرفعه من معجزة العالم لتدميرها. ونستنتج من هنا أنه من المستحيل أن يبني لاعب واحد وحده معجزة العالم، المعروفة بـ"نهاية اللعبة"، ويتصدى للتتار، بل يجب أن يكون هناك حلف قوي جدا يسانده بالقوات الدفاعية والموارد باستمرار.



شعوب وقبائل وأجناس



عند التسجيل في لعبة "ترافيان"، يتوجب عليك اختيار القبيلة أو الشعب المراد الحصول على قريته للبدء في عملية التحصيل والتوسع. فهناك أكثر من ثلاثة شعوب، هم: "الرومان" و" الإغريق" و"الجرمان" المقصود به الألمان.

وكل شعب يمثل قرية، وله منتجاته ومحاصيله الخاصة التي بموجبها يقوم ببناء القرية وزيادة عدد مواطنيه والسكان لتقوية الخطوط الدفاعية والهجومية لشن الحروب والغزوات، أو التحالف مع القرى المجاورة.

فتأتي في مقدمة اللعبة الإمبراطورية الرومانية، وهي الإمبراطورية الخاصة للمبتدئين. وتتميز الإمبراطورية بسبب ارتفاع التطور الاجتماعي والتقني للرومان في سادة التنسيق في الهندسة المعمارية، وجنودها ينتمون إلى النخبة في اللعبة.

الإمبراطورية مفيدة ومتوازنة نسبيا في عمليات الهجوم وفي الدفاع، ومن أجل ضمان هذا التنوع، فهي تمر عبر تدريب مطول ومكلف. إذ إن المشاة هم أسطوريون، غير أن قوة الدفاع للمشاة ضد الفرسان هي أقل بشكل واضح عند المقارنة مع الشعوب الأخرى. فهذه الإمبراطورية وضعت للمبتدئين الذين لا يعرفون ماذا يريدون، فإن الرومان تقوم بدور مثالي لهم.

ويتميز الشعب الروماني في اللعبة بتزامن إنشاء المواد الخام ومباني المدينة، وارتفاع الدفاع عبر سور المدينة. ويستطيع التجار حمل 500 من المواد الخام، بسرعة تقدر بـ 16 حقلا في الساعة، والمشاة يصنفون بأنهم أقوياء جدا، أما الفرسان فمعتدلون، والتنمية فيها مكلفة وطويلة.

ويأتي في التصنيف الثاني في اللعبة من الشعوب الشعب الإغريقي، وهو الشعب المسالم من جميع الشعوب، ووحداته تحصل على تدريب قوي في الدفاع، إلا أنه أدنى من شعوب أخرى في الهجوم. ويعد الشعب الإغريقي الفارس المولود، خيوله أسطورية بسبب سرعتها، التي تفاجئ الأعداء غير المستعدين بسرعة.

هذا الشعب من السهل نسبيا في عمليات الدفاع، كما أن اللعب بطريقة هجوميه قابل للتحقيق. أنه يوفر إمكانية التطوير في أي اتجاه استراتيجي كالهجوم أو الدفاع، مساعدات في حالات الطوارئ، تجار أو المستولين ، المشاة أو الفرسان، المستوطنين أو الغزاة. ويصعب فيها أنها تلزم المستخدم على بعض التقنيات الخاصة بالشؤون العسكرية، ومع ذلك يمكن للمبتدئ في اللعبة المشاركة بالشعب الإغريقي.

ويتميز الشعب الإغريقي بأنه أسرع وحدات اللعبة تحصيلا، ويستطيع التجار من خلاله حمل 750 من المواد الخام بسرعة 24 حقلا في الساعة، وكذلك فإن حجم المخبأ أكبر بمرتين عن البقية، كما أن المستوطنين غير مكلفين، وهذا يجعل صرفهم للآلات الحربية أكبر.

ويأتي الشعب الثالث والأخير، وهو شعب "التوتون"، كما أطلقتها اللعبة، أو الجرمان "الألمان". فالشعب الألماني هو الأكثر هجوما من الجميع. فالمقاتلون الجرمان يخشاهم الجميع بسبب وحشيتهم في الهجوم، حيث إنهم ينقضون على البلدان دون خوف من الموت. بيد أنهم يفتقدون الانضباط العسكري، بعكس الرومان والإغريق، وهكذا. ويكمن ضعفهم في السرعة والدفاع. إذ من أراد اللعب بصيغة الهجوم الاحترافي فالمهاجم المحترف الألماني مناسب تماما.

والمدهش في الأمر ولوحشية هذا الشعب في اللعبة، فإن هناك مكافأة نهب تصرف للقرى والمواطنين. وهي عبارة عن مخبأ لمعدات النهب، وما يميز الجرمان "الألمان" هو وجود حاجز أرضي صعب التدمير، لكن حمايته ضعيفة من قبل الجنود، إذ يمكن احتلاله والغزو، وأيضا شعبه يمكنه حمل 1000 من المواد الخام بسرعة 12 حقلا في الساعة. وأيضا وحداته رخيصة جدا، ويمكن إنتاجها بسرعة، وصالحة للنهب. ويعد جيش الجرمان "الألمان" أضعف الجيوش من الناحية الدفاعية.